ذكــــر ٌ واجـــــب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...

لقد شهدت مصر في أيامنا الأخيرة تحولا في مجريات الأمور لم يكن يخطر ببال أحد أن يتخيلها مجرد التخيل ، لقد تغي تاريخ مص المعاصر بزاوية لا حدود لها ، ولبست مصر ثوبا آخر جديدا جميلا ، غير هذا البالي الذي ضاق على تفاصيل جسدها كثيرا ، لقد كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير بمثابة شئ فاق الوصف ، ولاح بعيدا عن حدود التخيل والتفكير ، كيف لشعب عاش تحت ظل العبودية لشرذمة قليلة ، باتت تتحكم في مصائره ، وتذيق من يعترض تلك السياسات أشد ألوان العذاب والقمع ، في ظل تحكم أمني مهين ، لا يستطيع كفار قريش أن يرنو إليه وقت اضطهادهم للمسلمين الأوائل ، ثم أذن الله لمصر أن تتنشق هواء جميلا ، وتلبس ثيابا أخرى ، وتنظر إلى العالم بعينين مملوءتين بخليط من الأسى والفرح ؛ أسى على ما قد ضاع من عمرها تحت سيطرة من انتسبوا كذبا وزيفا على أنهم أبنائها ، وفرح على ما قد قدره الله على يد أبنائها الشرفاء .
لم يتخيل أحد أن يكون ما حدث يحدث ، وأن يحدث على يد شباب بسيط ، ظن الجميع أنه لاه ٍ عابث ٌ ، لا يجيد شيئا إلا التفاهة واللامبالاة - وإن كان هناك من نادى بعدم مشروعية الخروج على الحاكم - إلا أن الله له كلمة القدر العليا ، والإرادة النافذة ، فقد كان ما كان ، ومزق الشعب ثوبا عفنا باليا ، وألبسوا بلدهم ثوب العزة والكرامة .
فتحية لكل مصري شارك في صنع هذه الثورة المجيدة .
تحية إلى من سهر الليل في صقيع ميادين مصر ونخص ميدان العزة ميدان التحرير .
تحية إلى من خرج قلبه يخفق مع نبضات قلب مصر انتظارا لفجر عز جديد .
وألف ألف تحية واحترام وتقدير لكل شهيد روى تراب مصر دماؤه في هذه الثورة البيضاء .