إهداء إلى شهداء الثورة المجيدة البيضاء .. الذين سطروا بدمائهم الذكية .. وأرواحهم الطاهرة على صفحات التاريخ بحروف من نور وسطور من
ذهب أجمل وأعظم ملامح مصرنا العزيزة الأبية
أهديهم كلماتي هذه المتواضعة . . .
ودّعــْـتُ أمــي . . والسلام . . .
أنـــا في حياتي ما أكـــــــون شاب ٌ تطارده ُ الســـــــــــنون
أكمـْـلـْـت ُ تعليـــــــــمي بجـِد ٍ مـُـسعـدا ً أبـــــــــــا ً حـــــنون
أمي تزغـرد بهـــــــــــــــجة ً ابــن ٌ لـها علــــــــما ً يكـــــون
يـا فرحـة ً طافت بــــــــــــنا ومـُـزيـلة ً كــــــل َ الشـــــجون
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
ونظرت ُ دنيانـــــــــــا سـعيـ ـدا ً حاملا ً كــــــــل الأمـــانـي
ورأيــــتـني يـــوما ً قريــــبا ً رافـعا ً إذ ْ مـــــــــا يـعانـــــــي
أبت ِ المريــض شواغــــــلا ً بشـّـرتـُــــه ُ : هذا زمـــــــانـي
ارتح ْ أبــــي هذا أنــــــــــــا أسمعــــــــتــُـه ُ كـل الأغــانــي
بشهادتــــي وتفـوقــــــــــي يا والدي مـــــاذا دهـــــــانــــي
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
ومشـيت ُ في درب الأمــــــا نـي بــــاحثا عن ذا المجــــــــال
عمـل ٍ شريــــف ٍ راجـــــيـا ً أنــجـو بــــه ِ أرجـــــــو النــوال
لكنـــــــني يا حسـرتــــــــي بشــــهادتـــــــي شــــيء ٌ زوال
قد أوصـدوا الأبواب َ فــــي وجهـــي أبي بـكت الـرجــــــــال
إنـــي تعــيس ٌ يــــا أبـــــي أظنـَـنــْـتــَـني همـّـا ً يــُـــــــــزال
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
يا والـــــدي لا . . لا كــفى لا تـَـســْــألـنــّـي لـــن أجـــــــيب
هـذي شهـاداتــــــــي أبــي مـــا لـي لـهــا إلا النحــــــــــــيب
مــاذا تفــــــيد إذن شـهــــا داتــي أجــب ْ وطـــني الحبــــيب
اتــــــرك ْ مجالك وارحــلن فـأنــــــا بأرضـــي هـــا غريــــب
ودّعــْـت ُ علمي بـــاحـــثـا ً أسعـــى إلــــى عمـــــل ٍ قـــريــب
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
حمــّـال ُ رمـــــل ٍ عابــــث ٌ آسـف ٌ مـــــا لـــــي اختـــــــــــيار
أو أغـسل الأطباق يــــــــو مــا ً تـــــاركـــــا ً ندمــــا ً وعــار
يا حـُـلـْـم َ أهلي ذي شـــها داتــــي التـي كانــــــــت تـُـنــــــار
الـيوم أضحـت لا تـفـيـــــــ ــد ولــــــن يـكون لــــــها قـــــرار
بـل كل ُ أحــــــلامي أبــــي أضـحت تـــــــلـوذ ُ بالـفــــــــــرار
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
يا أيــــــها الزمـــن ُ الــــذي عشــــــنا بـــــه ِ نحـسو الـــتراب
وطعامـــــــــنا يـا والـــــدي جيـــــــفا ً وتلفــظــها الكــــــــلاب
ومن َ الـــــذي يتــــــــــفوّه ُ بل قــُــل ْ .. فلــن أبــــدا ً تــُــجـاب
من ْ خوفـِـــنا نمضي بجـــد ران ِ الحــــــياة ِ بلا اقــــــــــتراب
وكـــلامـــهم دســــــــتورنا بـــــــــل إنــّـــه ُ أســــمى كـــــتاب
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
والـيوم َ عــُــــذر ً يــــا أبــي أنــــــــا ثـائـــــر ٌ حـتى النــّــخـاع
مــاذا لنا ؟ كـــــــذب ٌ وزيــــ ـــف ٌ يا أبـي كــــــــل ٌ ضــــــــياع
قـد سفــّـهوا أحـــــلامــــــــنا قتــــــــــلوا الأمـــــــاني والمـــتاع
وجـهاز ُ أمــــــــن ٍ قـــــاتــل ٌ متــــقلد ٌ شـــــــــــــــــر الطـــــباع
يمـضي يـطاردنـــــــــا أبـــي وشـــــعاره ُ زيـــــف ٌ خــــــــــداع
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
هــــــا ثـورة ُ الحـــق المجيـ ــد ِ يـا أبــي أنــــا لن أُضــــــــــــام
الـــيوم يـومـي لا تـــــــــقــل ْ اجلـس ْ كفى اصمـُـت ونـــــــــــــام
لا يــــــــــا أبـي أنـــــا خارج ٌ ومحــــطم ٌ ذاك النــــــــــــــــــــظام
اللــــــــــه ُ أكـــــبر ُ قولــــنا بــل إنــها جـُـــل ّ الكــــــــــــــــــلام
أنـــــا ذاهـــــب ٌ .. وَ قبلـــها ودعت ُ أمـــــي . . والـــســـــــــلام
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
وخرجــْـت ُ أهــتف ُ غاضــبا ً ومـُــزمجـرا ً . . كـلي رجـــــــــــــاء
أن ْ يعـلو َ الحـق َ الـــــــــذي قــد كبــــــــــلوه ُ في الخــــــــــــفاء
وهــــتافـــــــنا للظـــــــلم ِ لا هـيا إلى العــدل ِ والـــوفـــــــــــــــاء
يا ويــلــــــــنا حراســــــــهم تمـــــــضي بــــــــــنا .. كيف الـنداء
طلقـاتــــهم هــــا بينـــــــــنا آه ٍ أبــي .. ســــالــــــت دمـــــــــــاء
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
أمـــــاه ُ لا .. لا تحزنـــــــي فبربـــّـــــك ِ إنــــــي شهــــــــــــــــيد
هــــــا طلـقة ٌ نفـذت إلـــــى قلــــــبي الـبريء .. أفــلا تحـــــــــيد
بــــل إنــــها راحت تـُـقـَـبــّـ ــل ُ مهجـــتي . . إنـــــــــي السعــــيد
هـــا مصـرنـــــــا عادت لـنا بدمـــــائــــــــنا والــــــيوم ُ عـــــــــيد
يـا والـــــدي بشــهادتــــــي أنــــــــا كــــــاتــب ٌ ســـــطرا ً جـديــد
ودّعــْـت ُ أمــي . . والسلام . . .
***************
************
**********